Work and profit
 تجارة الموبيلا بدمياط تهدد بالضياع والركود

بدلت أحوال أغلب قري محافظة دمياط خلال العامين الماضيين.. فإذا كانت التقارير المكتبية مازالت تؤكد – علي الورق – أن قري دمياط تحتل موقعا متقدما من قري مختلف المحافظات لأسباب تتعلق بالموقع الجغرافي للمحافظة و أخري تتعلق بخصائص المواطن الدمياطي وحبه للعمل والإنتاج وتقديره لقيمة الوقت إلا أن واقع الحال يؤكد أن الحال يسير من سييء إلي أسوأ حتي أن القري التي كانت تعتبر ميسورة الحال وغنية بالخدمات باتت تشكو الفقر نتيجة الأزمة الاقتصادية وغياب الأمن وعدم الاستقرار الذي أدي إلي إغلاق آلاف الورش الصناعية أبوابها بسبب الركود ووقف الحال.. الأخطر أن بعض هذه القري كانت قد حققت مركزاً متقدما في الصناعات الحرفية والإنتاج لكنها الآن أصبحت أكثر تقدما في نشاطات ¢ غير مشروعة¢


22

ومنها علي سبيل المثال قرية الشعراء التي كانت مثال يحتذي للقري الإنتاجية الناجحة الآن أصبح حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا بعد أن هجر أبناؤها الورش وتفرغوا للمخدرات سواء بالإتجار فيها أو تعاطيها.. وقرية ¢السوداية¢ التي سبق وجاءت ضمن تقرير وزارة التنمية المحلية ضمن القري الأكثر احتياجا هي خير شاهد علي ما تعاني منه قري كثيرة في دمياط وإن كان يذكر للمحافظ اللواء محمد علي فليفل زيارته لهذه القرية عدة مرات متتالية للتعرف علي مشكلاتها علي الطبيعة وموافقته علي إنارة ورصف شوارع القرية وتطهير المصرف وزيادة حصة الدقيق.
يقول ياسر الديب عضو مجلس الشعب السابق أن مواطني قري دمياط يعملون في الصيد والزراعة والصناعات الحرفية وقد تأثرت دخول المزارعين والصيادين في الأونة الأخيرة بسبب نقص الوقود كما تأثرت أرزاق الحرفيين بعد الزيادة غير المسبوقة في أسعار المواد الخام التي تدخل في صناعة الأثاث متأثرة بارتفاع أسعار الدولار.
أضاف ان برنامج الإصلاح أو تعديل المسارات لم تتبلور علي أرض الواقع إلا أن هذا لا يتعارض مع طبيعة المواطن الدمياطي وإجتهاده لتحسين دخله وتوفير احتياجاته باللجوء إلي العمل في أكثر من مجال طوال اليوم كما يحدث في مدينة عزبة البرج وقري الشيخ ضرغام والخياطة والرطمة وشط جريبة.
إغلاق الورش
ويكشف العربي الولي عضو مجلس محلي مركز دمياط السابق أن قرية الشعراء الملاصقة لمدينة دمياط عاصمة المحافظة والتي يوجد بها حوالي 3 آلاف ورشة حرفية لصناعة الأثاث والصناعات المرتبطة به وكان يطلق عليها ¢ قلعة الموبيليا ¢ و الآن أغلقت مئات الورش أبوابها بسبب الكساد وعدم تصريف المنتجات وارتفاع أسعار الخامات فتحول عمالها إلي تجارة المخدرات وتعاطيها ولا يجد كثير من الشباب أي حرج في الإتجار في المخدرات بكافة أنواعها في الشوارع والنواصي وأمام الجميع.
يضيف المهندس السيد دياب رئيس مجلس محلي المحافظة السابق أن قري دمياط حققت طفرة حقيقية في الخدمات والمشروعات التنموية التي أدت إلي تحسن الأحوال المعيشية لمواطنيها لكنها مشروعات بعيدة عن خطة الدولة ولم تحمل موازنة الدولة أي أعباء بعد لجوء الدكتور فتحي البرادعي المحافظ الأسبق إلي بيع أراضي رأس البر في مزادات علنية وتوجيه الحصيلة لإقامة مشروعات تنموية بكافة قري المحافظة حيث كان يخصص مليوني جنيه سنويا لكل قرية جنبا إلي جنب مع ميزانية الدولة.
أضاف دياب أن كل هذه المشروعات تراجعت في الفترة الماضية وأصبح القصور في الخدمات واضحا للجميع وبات الفقر سيد الموقف في مختلف القري باستثناء قرية ميت الخولي بمركز الزرقا التي حققت ارتفاعا ملحوظا في الأحوال المعيشية بعد أن تحول أكثر من 90% من سكان القرية إلي الإتجار في المنتجات الصينية خاصة أطقم الصيني اللازمة لتجهيز العرائس.
ويؤكد الدكتور محمد الشحات مدير عام الإدارة الصحية بمركز فارسكور أن أي مقارنة بين قري دمياط وقري أي محافظة ستكون في صالح دمياط وعلي أي مستوي ولكن في الوقت نفسه لم يتحقق في دمياط ما يرضي المواطن ومازالت كثير من الخدمات والمرافق في حاجة إلي تطوير مثل قرية شرباص التي تحقق فيها طفرة من المشروعات التنموية إلا أنها تحتاج إلي توسعة محطة الصرف الصحي ومعدات للنظافة واعتمادات للرصف وتطوير محطة مياه الشرب التي أنشأت منذ حوالي 25سنة وإحلال وتجديد وتطوير وصيانة المدارس خاصة أن بها مدارس مضي علي بنائها ما يزيد علي 50 سنة.
يؤكد مجدي البساطي عضو مجلس الشوري السابق أن أي تقرير يستبعد قري دمياط من قائمة القري الأشد فقرا علي مستوي الجمهورية يكون تقريراً مخالفا للواقع والحقيقة.. أضاف أن كثير من القري مازالت في حاجة لمشروعات الصرف الصحي أو تطوير وتوسعة المشروعات القائمة مثل قرية الرحامنة خاصة وأن معظم المشروعات التنموية التي شهدتها قري المحافظة تمت بالجهود الذاتية للمحافظة من عائد بيع أراضي رأس البر.
يضيف حجازي العدوي عضو مجلس محلي قرية كرم رزوق بمركز فارسكور أنه مازالت تفتقر إلي كثير من الخدمات خاصة إحلال خطوط المياه ومشروع للصرف الصحي ورصف مدخل وشوارع القرية.. طالب بسرعة موافقة المحافظ علي إنشاء جناح بالمدرسة الابتدائية رقم 1 علي الأرض التي تم التبرع بها ومساحتها 400 متر لتصبح مدرسة متكاملة للتعليم الأساسي بمرحلتيه الابتدائية والإعدادية وهو مطلب شعبي لأهالي القرية منذ سنوات.
ويؤكد محمد كسبة عضو مجلس الشعب السابق أن قري المحافظة مازالت في حاجة ملحة لمشروعات للصرف خاصة أن دمياط تعاني من ارتفاع نسبة المياه الجوفية مع عدم وجود ظهير صحراوي وهذا يؤدي إلي تلوث شديد قد يكون سببا في كثير من الأمراض رغم أن دمياط محافظة لها خصوصية أنها بلد منتج و قصور الخدمات يؤثر علي الإنتاج.. أشار إلي أن القادم أفضل خاصة أن اعتمادات الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي كانت في عام 2010 حوالي 25 مليون جنيه وفي العام المالي الجديد وصلت إلي 240 مليون جنيه وهي أمور مبشرة.
ويري فاضل المغاوري وكيل المجلس المحلي السابق أن قري دمياط متوسطة الحال فلا هي بالأكثر غني ولا هي بالأشد فقرا مشيرا إلي أن دمياط وصلتها المياه والكهرباء بالكامل ومازالت في حاجة لاستكمال مشروعات الصرف الصحي.

من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

تعليقات ذات فائدة علمية

جميع الحقوق محفوظة E - Commerce ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy | فريق التدوين